السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشيخة ابن رومي الزبيدي من مشيخات حرب الشهيرة في الحجاز وكان له دور فاعل في أحداث المنطقة مما جعل الدولة العثمانية تتضايق من تزايد سيطرته، كذلك خلافاته مع أشراف مكة، وغيرها كثير من الأسباب التي يمكن استنتاجها عندما نقرأ مؤلفات مؤرخي مكة في تلك الفترة، كل ذلك جعل الدولة العثمانية تجند جيشاً جرار لمحاربته والقضاء على مشيخته، وإليكم الأسباب كما وجدتها في مقال للباحث فايز البدراني الذي اعتمد على مصادر تاريخ الأشراف، فإليكم الجزء الخاص بتلك الأسباب من ذلك المقال:
[justify]
.(....................هذا من جهة, أما من الجهة الأخرى فالقضاء على مشيخة ابن رومي من قبل المماليك كان في سنة 913هـ, كما هو موجود في المصادر التأريخية الحجازية, ولم تكن بسبب صراعات قبلية؛ وإنما بسبب تورط ابن رومي بالصراع بين أشراف مكة من جهة وبين بعض الأشراف وسلطان مصر من جهة أخرى, حيث سمى ابن رومي غريم السلطان وذلك لأسباب منها:
1-وقوف مالك بن رومي في وجه الشريف بركات وعدم تمكينه من أخذ شرافة مكة, وذلك في شهر رجب من سنة 907هـ كما هو مشهور في المصادر التاريخية.
2-أن زبيداً هاجموا جدة في شهر رجب من سنة 907هـ.
3-أن زبيداً أخذوا الحاج الشّامي في شهر ذي الحجة 907هـ.
4-الاضطراب الذي حصل بين زبيد والمماليك في جدة وذلك في شهر جمادى الأولى من سنة 908هـ.
5-أن أتباع ابن رومي دخلوا جدة ونهبوها في شهر شوال 908هـ.
6-أن ابن رومي خطف ولدين للشريف حميضة وذلك في شهر رمضان 909هـ.
7-إن ابن رومي أخذ المكس على القوافل التجارية بين مكة وجدة؛ وذلك في شهر ذي الحجة من سنة 909هـ, بل إنه طالب بعشور جدة, وحيث لم يستطيع أشراف مكة المناوئين له الوقوف في وجه؛ فقد لجئوا إلى السلطان قانصوه الغوري, وجمعوا جموعاً كبيراً من حلفائهم في الجزيرة؛ مثل أجود بن زامل؛ شيخ الأحساء والقطيف الذي أرسل قوة تبلغ أكثر من ثلاثين ألف مقاتل. وقد استطاعت تلك القوات المجهزة لقتال ابن رومي الانتصار عليه وكسر شوكة هذه المشيخة كسراً بالغاً, حيث قتلوا جميع من وقع في أيدهم من رجال أسرة ابن رومي؛ حتى الأطفال الذكور؛ وقد بلغ عدد الذين سمتّهم المصادر التأريخية من قتلى أعيان أسرة ابن رومي أكثر من ثلاثة عشر شخصاً؛ وليس مالك وثلاثة من أقاربه فقط كما يذكر الأستاذ عاتق البلادي ود.المعبدي.
لقد أدت كل هذه التجاوزات الخطيرة لشيخ زبيد إضافة إلى تأليب خصوم ابن رومي إلى غضب السلطان عليه وعزمه على القضاء على هذه المشيخة التي أزعجت الدولة المملوكية في مصر بقوّتها المتنامية وتعدياتها المتزايدة.
يقول المؤرخ ابن فهد؛ صاحب ( بلوغ القرى وهو يتكلم عن المراسيم التي وردت لشريف مكة من سلطان مصر في شهر شعبان من سنة 908هـ: (وفيها الأرعاد والأبراق والمبالغة في الحطّ على مالك بن رومي الزّبيدي).
وبناء على ما تقدم فإن هذه الحوادث كانت بداية النهاية لهذه المشيخة المسيطرة على قبيلة حرب في الحجاز. أما النهاية فقد كانت يوم السبت 4 جمادي الآخر من سنة 913هـ يوم انتهت أخر معركة بين قوات المماليك وبين خصمهم مالك بن الرومي بمقتله ومقتل جميع أعيان أسرته قرب جبل الروحاء.
8- أن زبيدا خطفوا كبير التجار في جدة الخواجا محمد القاريء؛ ولم يفرجوا عنه إلا بعد حصولهم على فدية مقدارها ثلاثون ألف درهم؛ وكان هذا التاجر يسمى تاجر السلطان وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة 911هـ.
12)- مما يدل على أن د. المعبدي لم يطلع على كثير من المصادر التي كتبت عن ابن رومي, أنه لم يشر إلى الحوادث السابقة في كتابه الذي سماه مشيخة ابن عسم؛ فهو لم يشر إلى شيء من الأخبار التي ذكرناها أعلاه, كما أنه لم يشر إلى مصاهرة آل رومي للأشراف, والتي كانت سبباً في تورط هذا الشيخ العربي البدوي في الصراع السياسي بين أشراف مكة. وبالمناسبة فقد تزوج محمد بن بركات المتوفى سنة 903هـ ابنة رومي مالك الزبيدي, وهي أم بعض أولاده, ومنهم الشريف أحمد الملقب بجازان, وتزوج الشريف هزاع بن محمد بن بركات ابنة شهوان بن رومي الزبيدي, وتزوج الشريف احمد بن محمد بن بركات ابنة خاله مالك بن رومي, واسمها هيف, وتزوج الشريف قايتباي بن محمد بن بركات ابنة محمد بن رومي الزبيدي؛ وهذه المعلومات كلها مدونة في ( بلوغ القرى)...............)
[/justify]
تعقيب منشور في ملحق التراث بجريدة المدينة، (العدد 11651)، الخميس 24/9/1415هـ) للباحث فائز البدراني يعقب به كتاب مشيخة ابن عسم في خليص للدكتور مبارك المعبدي
Hsfhf rqhx hg],gm hguelhkdm ugn ladom fk v,ld